الأربعاء، 28 يناير 2015

المستعربون Mozarabes"":



المستعربون Mozarabes"":
المستعربون(بفتح الراء) هم النصاري الإسبان الذين أقامو في دولة الأندلس الإسلامية، وتعلموا لغة العرب وقلدوهم في أسلوب معيشتهم فأستعربوا لساناً وأسلوب حياة.
لعب النصاري المعاهدون أو ما أطلق عليهم فيما بعد "المستعربون" دوراً مؤثراً وعظيماً في نقل التأثيرات الحضارية بين الأندلس والممالك النصرانية في جميع مجالات الحياة سواء كانت إجتماعية أم ثقافية أم قتصادية ، ظهر هذا الدور للمستعربون إبتداء من القرن الخامس الهجري الحادي عشر الميلادي، حيث نشطت حركة الإسترداد نشاطاً كبيراً، وأستطاع ملوك قشتالة ونبرة وأرغونة وقطلونية أن يستردوا عدداً كبيراً من الحصون والمدن الإسلامية ، مثل طلمنكة وطليطلة ومجريط (مدريد) ووشقة ، وجميع مدن الثغر الأوسط مثل مدينة سالم ووادي الحجارة وسمورة وغيرها. وكانت هنالك جالية كبيرة العدد في تلك المدن من النصاري المعاهدون(المستعربين)، فكانوا بذلك حلقة من حلقات الإتصال ووسيلة لنقل الحضارة الاندلسية الي ممالك شمال إسبانيا النصرانية.
بقيت أعداد غفيرة من الرعايا النصاري "المستعربين" في المدن الإسلامية تشكل وحدات مزدهرة، لها كنائسها وأديرتها ورئيسها المسؤول Depensar)) وجابيها الخاص، (Censor) وقاضيها الذي يطبق في محكمته تحت إشراف الإدارة الأموية ، القانون القوطي القديم ، تأثر هؤلاء المستعربون بالحياة العربية في المدن الأندلسية فقد كان هنالك إختلاط ودي، واثق، متصل بين مختلف عناصر السكان، بل نملك علي هذه الناحية شهادة معاصرة لا نستطيع الشك في قيمتها ذلك لأنها صادرة عن واحد من أنشط أبطال المقاومة ضد الإسلام في شبه الجزيرة في القرن التاسع ألا وهو ألفارو القرطبي (le Cardouan Alvaro) فبينما يحزن لفتور لفتور مسيحي إسبانيا وجهلهم باللاتينية نرأه يمجًّد بفصاحة نادرة الثقافة الإسلامية ، وذلك عندما يهتف في مقطع، كثيراً مايستشهد به من كتابه (Son indiculus luminosus) "إن أبناء طائفتي يحبون قراءة الأشعار وتراث الخيال العربية؛ وهم لا يدرسون كتابات رجال ليدحضوها وإنما يدرسونها ليكتسبوا نطقاً عربياً سليماً ورفيعاً...جميع الشباب المسيحين الذين يعتبرون لموهبتهم لا يعرفون سوي اللغة العربية وأدابها؛ إنهم يقرأون ويدرسون الكتب العربية بنشاط منقطع النظير؛ ويشكلون منها مكتبات هائلة بأثمان باهظة ويعلنون عن هذه الأداب في كل مكان انها مدهشة ...فيا للألم! لقد نسي المسيحيون كل شئ حتي لغتهم الدينية انك تكاد لا تعثر بيننا، إلا يجهد علي واحد بالالف يعرف كما يجب، كتابة تحريرالي صديق باللغة اللاتينية. أما إذا كان الغرض الكتابة في العربية فانك تجد جمهرة من الأشخاص يعبرون علي وجه موافق وبلياقة فائقة في هذه اللغة وستري أنهم ينظمون أشعاراً، تفضل من وجهة نظر الفن الأشعار التي ينظمها العرب أنفسهم"
.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق