الخميس، 29 يناير 2015

الزرقالي رائد علم الفلك


الزرقالي من أعظم راصدي الفلك في عصره، وفريد زمانه في علم العدد، والرصد، وعلم الأبراج، وهو فلكي عربي مسلم أندلسي من مدينة طليطلة، قام بأكثر أرصاده بها، ثم انتقل منها إلى قرطبة وبقي فيها حتى وفاته، واسمه الكامل هو إبراهيم بن يحيى النقاش، المعروف بابن الزرقالة أو الزرقالي، ويعرف في اللاتينية باسم (Arzachel).

إسهاماته العلمية

اخترع الزرقالي نوعاً جديداً من الأسطرلاب معروف باسم "الصفيحة الزرقالية" التي حظيت بأهمية كبيرة. وقد دخلت هذه الصفيحة إلى مجال علم الفلك تحت اسم " الأسطرلاب الزرقالي"، وفي القرن الخامس عشر، نشر راجيومونتانوس مخطوطاً يبين فيه مجمل فوائدها. و هو من الأوائل الذين أثبتوا حركة أوج الشمس بالنسبة للنجوم، ووجد أنها تصل إلى 04.12 دقيقة في السنة (والقيمة الحقيقية هي 8.11 دقيقة).

كما وضع الزرقالي جداول عن الكواكب، وهي المعروفة بالزيج الطليطلي، بناء على أرصاده التي قام بها في مدينة طليطلة من 1061إلى 1080م.

وصحَّح الزرقالي المعلومات الجغرافية لبطليموس والخوارزمي، فقد وجد أن طول البحر الأبيض المتوسط هو 42 درجة وليس 62 درجة كما قال بطليموس.

وتقول هونكة أثناء حديثها عن تأثير علماء الفلك العرب على الغرب، بأن أعمال الزرقالي حظيت عند الغربيين بأهمية كبيرة، ففي القرن الثاني عشر ترجم جيرار الكريموني أعمال الزرقالي إلى اللاتينية، وفي القرن الخامس عشر، ألف راجيومونتانيوس كتاباً عن فوائد الصفيحة الزرقالية، وفي عام 1530م كتب العالم البافاري يعقوب تسيجلرJacob Ziegler تعليقاً على كتاب الزرقالي، وفي عام 1530م ذكر كوبرنيك اسمي الزرقالي والبتاني في كتابه: "دوران الأجرام السماوية"(Revolutionibus de Clestium Orbium) واقتبس من آرائهما.

مؤلفاته

ذكر الزركلي من كتب الزرقالي المصنفات التالية: "العمل بالصفيحة الزيجية"، "التدبير"، و"المدخل في علم النجوم"، و"رسالة في طريقة استخدام الصفيحة المشتركة لجميع العروض".

وكان لمؤلفات الزرقالي تأثير كبير على الفلكيين الأسبان الذين وضعوا الزيج المعروف باسم "ألفونسية" نسبة إلى ألفونس ملك قشتالة، الذي أمر بعد 200 سنة على وفاة الزرقالي، بترجمة كل آثاره إلى اللغة المحلية في قشتالة.

وفاته
توفي الزرقالي في العام 480هـ/1087م

الأربعاء، 28 يناير 2015

المستعربون Mozarabes"":



المستعربون Mozarabes"":
المستعربون(بفتح الراء) هم النصاري الإسبان الذين أقامو في دولة الأندلس الإسلامية، وتعلموا لغة العرب وقلدوهم في أسلوب معيشتهم فأستعربوا لساناً وأسلوب حياة.
لعب النصاري المعاهدون أو ما أطلق عليهم فيما بعد "المستعربون" دوراً مؤثراً وعظيماً في نقل التأثيرات الحضارية بين الأندلس والممالك النصرانية في جميع مجالات الحياة سواء كانت إجتماعية أم ثقافية أم قتصادية ، ظهر هذا الدور للمستعربون إبتداء من القرن الخامس الهجري الحادي عشر الميلادي، حيث نشطت حركة الإسترداد نشاطاً كبيراً، وأستطاع ملوك قشتالة ونبرة وأرغونة وقطلونية أن يستردوا عدداً كبيراً من الحصون والمدن الإسلامية ، مثل طلمنكة وطليطلة ومجريط (مدريد) ووشقة ، وجميع مدن الثغر الأوسط مثل مدينة سالم ووادي الحجارة وسمورة وغيرها. وكانت هنالك جالية كبيرة العدد في تلك المدن من النصاري المعاهدون(المستعربين)، فكانوا بذلك حلقة من حلقات الإتصال ووسيلة لنقل الحضارة الاندلسية الي ممالك شمال إسبانيا النصرانية.
بقيت أعداد غفيرة من الرعايا النصاري "المستعربين" في المدن الإسلامية تشكل وحدات مزدهرة، لها كنائسها وأديرتها ورئيسها المسؤول Depensar)) وجابيها الخاص، (Censor) وقاضيها الذي يطبق في محكمته تحت إشراف الإدارة الأموية ، القانون القوطي القديم ، تأثر هؤلاء المستعربون بالحياة العربية في المدن الأندلسية فقد كان هنالك إختلاط ودي، واثق، متصل بين مختلف عناصر السكان، بل نملك علي هذه الناحية شهادة معاصرة لا نستطيع الشك في قيمتها ذلك لأنها صادرة عن واحد من أنشط أبطال المقاومة ضد الإسلام في شبه الجزيرة في القرن التاسع ألا وهو ألفارو القرطبي (le Cardouan Alvaro) فبينما يحزن لفتور لفتور مسيحي إسبانيا وجهلهم باللاتينية نرأه يمجًّد بفصاحة نادرة الثقافة الإسلامية ، وذلك عندما يهتف في مقطع، كثيراً مايستشهد به من كتابه (Son indiculus luminosus) "إن أبناء طائفتي يحبون قراءة الأشعار وتراث الخيال العربية؛ وهم لا يدرسون كتابات رجال ليدحضوها وإنما يدرسونها ليكتسبوا نطقاً عربياً سليماً ورفيعاً...جميع الشباب المسيحين الذين يعتبرون لموهبتهم لا يعرفون سوي اللغة العربية وأدابها؛ إنهم يقرأون ويدرسون الكتب العربية بنشاط منقطع النظير؛ ويشكلون منها مكتبات هائلة بأثمان باهظة ويعلنون عن هذه الأداب في كل مكان انها مدهشة ...فيا للألم! لقد نسي المسيحيون كل شئ حتي لغتهم الدينية انك تكاد لا تعثر بيننا، إلا يجهد علي واحد بالالف يعرف كما يجب، كتابة تحريرالي صديق باللغة اللاتينية. أما إذا كان الغرض الكتابة في العربية فانك تجد جمهرة من الأشخاص يعبرون علي وجه موافق وبلياقة فائقة في هذه اللغة وستري أنهم ينظمون أشعاراً، تفضل من وجهة نظر الفن الأشعار التي ينظمها العرب أنفسهم"
.